مافيا الإعلام، عدد قليل من المحسوبين على ريادة الحقل الصحفي ممن لا يشتهرون ـ إلا من رحم ربك ـ بـ :
- الشجاعة على قول الحق،
- وعمق التحليل المحايد،
- والموضوعية في تناول قضايا الوطن الكبرى وهموم المواطنين الملحة والأساسية،
- ويقظة الضمير الوطني الأبي خلال المنعطفات الدقيقة والفاصلة،
إن أول ملاحظة يمكن الخروج بها من اجتماع البارحة هو أننا قد دخلنا مرحلة جديدة لن تكون سهلة. لقد قرر الرئيس السابق أن يخاطر من جديد وأن يغامر، وهو الذي تعود على المخاطرة، والمخاطر إما أن يكسب كل شيء أو يخسر كل شيء، فهل ستكون هذه هي آخر مخاطرة سياسية للرئيس السابق؟
في الوقت الذي نتغنى بالماضي ونتعلق بأهدافه "البالية" دون جوهره "الدفين" - من إهمال وتقصير وعقدة "هوية" ساذجة - ونصرف الأموال من الخزينة العامة في غير ما استثمار منتج فيه أو مردودية على العباد والبلاد، يبيعُ غيرُنا الماضي لديه بعناية فائقة وذكاء مبهر وإتقان شديد ومنهجية علمية عالية، ثم يدعم بالريع حاضره الديناميكي محملا إياه معالم المستقبل المتوازن الواعد.
وصلت مياه الإعلام الآسنة مرحلة من التخمر لم تعد تسمح للدولة بالتفرج إن كانت فعلا جادة في إنقاذ واجهتها المتصدعة لمواجهة قوافل الراغبين في السيطرة على المنصات الدعائية رغبة في توجيه مستوى الاستثمار والاطمئنان اللاحقين على الاكتشافات الكبيرة لغاز ( بير الله)، لقد بدأت رياح الجنوب في استغلال النوافذ المفتوحة في صحافتنا المحلية المتسابقة في نشر وإعادة كل مادة تنشر خارجيا تحمل إسم "موريتانيا"، فنجحوا في آخر خبر بتسويق (بوفلكه) على أنه (بندقية رشاشة) و(ك
تابعت حدث تدشين مقرٍ جديد لحزب الاتحاد من أجل الجمهورية، بدافع الفضول ـ لا الاهتمام ـ لقناعتي بأنه محاولة لنفخ الروح في حزبٍ مرتبطٍ في ذهني بكل الاخفاقات التي عرفها البلد منذ الاستقلال، إذ الاتحاد من اجل الجمهورية هو ذاته "عادل" قبل الانقلاب عليه، هو الحزب الجمهوري، هو هياكل تهذيب الجماهير، هو حزب الشعب؛ هو كسابقيه من مجامع الخنوع والخضوع والتزلف المقيت للحاكم بغض النظر عن اسمه ووسمه.
لقد تم منذ ما يزيد قليلا على شهرين تنصيب السيد محمد ولد الشيخ الغزواني بصفته رئيس الجمهورية الخامس المنتخب عبر اقتراع عام فى البلد منذ حصول هذا الأخير على استقلاله سنة 1960 ليتولى زمام الامور.
ورغم ان الفترة جد قصيرة لتقديم حصيلة الى انه بالإمكان ابراز بعض الخطوات الكفيلة بانارة النهج اللذي يميز هذه الحقبة الجديدة من الحياة السياسية لبلدنا .
معالي الوزير الأول، المتتبع لأوضاع البلد الاقتصادية وحالته التجارية، بأيدي قلة، التي تسعون في العهد الميمون إن شاء الله، إلى تصحيحها جملة، لا بد أن يلحظ عمق التباين بين الواقع المرير وضعف حاصل التنمية وحالة البؤس العامة للأغلبية الساحقة من المواطنين على الرغم من مقدرات البلد الهائلة وتنوعها وانتشارها في كل ربوعه وامتلاكه ضفة نهر معطاء أرضها الخصبة شاسعة، وشطا على المحيط بطول مئات الكيلومترات، ملجأ أسماك المحيطات ومرقد غاز وبترول تقدر كمياتهما بمئات