كلمة الإصلاح تحمد الله على أن أعطاها منطلقا في هذه الحياة تحاول الآن أن تنشره للعموم ؛ لعل أن يكون فيه بإذن الله حظ لأعين ترى وآذان تسمع : ألا وهو حب الخير للجميع ونرجو من الله أن يكون مقرونا بالإيمان الصحيح والهدوء والسكينة الدائمين للكل .
(بعد تفشي الوباء في الصين، وفي الوهلة الأولى وجه فخامة الرئيس الموريتاني السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، ورئيس الجمعية الوطنية الموريتانية السيد الشيخ ولد بايه، وغيرهم من كبار المسؤولين الموريتانيين رسائل التضامن والتعاطف مع الصين، وقامت بعض منظمات المجتمع المدني، والموريتانيون أصدقاء الصين بتقديم تبرعات كريمة، بل إن بعضهم اتجه مباشرة إلى مقر السفارة للتعبير عن التضامن ودعم الصين في مواجهة الوباء، وهو ما يجسد المثل الشهير لدى الأمتين الصينية والعربي
يوماً بعد يوم يزاد الغموض الذي يحيط بوباء كورونا الذي يحاصر البشرية جمعاء. حتى العلماء والأطباء يتناحرون فيما بينهم حول طبيعة هذا الوباء وطرق التصدي له. ومنظمة الصحة الدولية تطالب الجميع بأن لا يستمعوا إلا لها ولبياناتها ومعطياتها. في الوقت نفسه يخرج علينا كاتب بريطاني شهير وله عشرات الكتب (ديفيد آيك) ليشكك بكل كلمة يسمعها من منظمة الصحة الدولية.
تعد البطاقة التموينية من التجارب العالمية الناجحة التي طبقتها الدول الغنية والفقيرة بمختلف اتجاهاتها .
وتكمن فكرتها الأساسية في تقديم الدعم الحكومي للسلع الضرورية وتوفيرها للمواطنين بغية حصولهم عليها بأسعار مخفضة تعينهم على قضاء متطلباتهم الأساسية بأقل من ثمنها في السوق.
وتستطيع الدول من خلال تلك البطاقة ضم أي سلعة إلى قائمة السلع التي تدعمها، وفقاً لحاجة الأفراد وأهميتها بالنسبة لهم.
ينبغى على السلطات العليا فى البلد ان تكون على قدر المسؤولية فى هذا الظرف الذى يتسم بالأنانية والتقوقع حول الذات , فالعالم اليوم ليس كالأمس فالدول العظمى وتلك الغنية باتت منشغلة في التخطيط للبقاء والحفاظ قدر المستطاع على تماسك كياناتها وسلامة شعوبها ضاربة عرض الحائط بالإتفاقيات الدولية ومواثيق الأمم المتحدة والتحالفات الإقليمية والقارية , ولا أدل على ذلك من الوضع الذى آلت اليه الأمور فى القارة العجوز أوروبا التى تمتلك نصف ثروات العالم .
توقع كثير من التقارير الصحية بان اجتياح فيروس كورونا لا زال في بداياته، وأن العالم ما بعد كورونا ليس كالعالم قبله، وهم يعنون بذلك المنظومات الصحية والسياسية والاقتصادية غالبا.
لكن الأهم من وجهة نظري أن العالم مقبل على خواء روحي - قيمي ليس له مثيل :
قبل الكارثة الاقتصادية التي نجمت عن فيروس كورونا كان الاعتقاد سائدا عند الحكومات الليبرالية أن دور الدولة لابد ان يكون محصورا فى وظيفة الأمن والدفاع "الدولة الحارسة " اعتمادا على مبدأ " اليد الخفية " الذي أكد من خلاله ٱدم سميث : ( بأن الفرد الذي يقوم بالاهتمام بمصلحته الشخصية يساهم أيضاً في ارتقاء المصلحة الخيرة لمجتمعه ككل ، فعندما يزيد العائد الشخصي لفرد ما، فإنه يساهم في زيادة العائد الإجمالي للمجتمع ).
لا شك أن الفضل في شبه التحكم الجاري وباضطراد في الوضعية الصحية ومواجهة فيروس الكورونا الوبائي يعود، بعد الله العلي القدير، إلى صرامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني منذ الوهلة الأولى، وقد فضل "العمل الميداني" الفوري على "الكلام" الذي يضيع اللحظات الثمينة من أوقات الجد.
ينبغي للعالَم/ بل يجب عليه أن يستوعب جيّدا أضرار هذا الوباء، وما ترتّب على انتشاره السريع من تداعيات صحية واقتصادية واجتماعية، وما يجب أن يتخذ من إجراءات للتخفيف من الآثار السلبية لكل ذلك.
لابد من رسم سياسات دولية جديدة، مبنية على حقائق الكون والتاريخ والجغرافيا والعلاقات البشرية المتداخلة.
لقد ثبت بما لا يدع مجالا للشك أنّ أمن العالَم كُلٌّ لا يتجزأ، ممّا يقتضي المزيدَ من التعاون والتنسيق والتشاوُر.