تحية  الإسلام .... ردا علي مداخلة النائب البرلماني التركي

أحد, 08/13/2023 - 13:16

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ، أخي سعادة النائب البرلماني جمال إنجينورت   ، فلأنك تركيا ولست عربيا ، فانت ترفض تحية  :  "  السلام عليكم" ، هكذا تقول.

 

اخي جمال ، الاسلام ليس دين العرب وحدهم ، فانظر الي حكمة الله ، و الي انطلاقة الاسلام مع هؤلاء : حمزة القرشي) عربي ) ، بلال الحبشي( افريقي ) ،  سلمان الفارسي ( ايراني )  ، صهيب الرومي ( اوروبي )  , رسالة واضحة و أنه دين أممي.

 

و انظر الي أصناف التحية في العالم ، الاتراك ، يقولون مرحبا ، الصينيون ، يقولون ني هاو (مرحبا ) ، الروس مرحبا ، الانجليز و الفرنسيون , يقولون  : صباح الخير, مساء الخير.   

 

وحدهم المسلمون في العالم ( و ليس العرب فقط ) يقولون :  السلام عليكم و رحمة الله ومعناها : التمني و الترجي و الدعاء للشخص أو الأشخاص ليحل عليهم السلام و يعيشوا في سلام و وئام ، و هذا هو أكبر شيئ يهديه شخص لشخص او يدعوا به له او يتمناه.

 

فالسلام هو ضالة البشر، التي يفتش عنها الجميع ، فكل انسان يكدح في الحياة ، ليحقق لنفسه السلام و الاستقرار المادي و المعنوي ، ليعيش في سلام و أمان ، و لهذا فالمسلمون يحيون العالم ،  كل يوم بعبارة   " السلام  عليكم  و رحمة الله " ، او علي الأقل بما يفيد معناها ، بالتركية  Tanrı'nın barışı ve merhamet  ،  بالانجليزية    Peace and mercy of God  , و لا يحيون الناس , بمرحبا  او صباح الخير.

 

أخي جمال ,  المسلمون في العالم ،  يتعلقون باللغة العربية و يولونها الأسبقية في كل شيئ ، ليس لأنها لغة العرب ، انما لأنها لغة القرآن الكريم : كتاب الله  و كلامه ، يقول الله  : " 

وَإِنَّهُ لَتَنزيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ" ......  " بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ "  ،   و يقول ربنا جل و علا في سورة اخرى : إنا  أنزلناه  قُرْءَٰنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ " 

 

فلاحظ أخي هذه الآيات  : " بلسان عربي مبين "  و الآية : " لعلكم تعقلون " 

و" لعل " تفيد الترجي ،  فالله هو خالقي و خالقك و خالق الكون كله ، يترجانا ( و هو منزه عن النقص و الحاجة ) ان ننتبه وان نعقل ان القرآن، بلسان عربي مبين  , فهكذا أراد الله , لحكمة لا يعلمها الا هو, و لا دخل للعرب في ذلك.

 

فاللغة العربية مرتبطة بالقرآن لا بقبيلة او قوم ، وتعلمها ضروري و مفيد جدا لكل انسان , فهي تحفظ من الآفات و الأمراض لارتباط ألفاظها بالقرآن الكريم ، و ميزات اخرى عديدة نفسية و روحية في اللغة العربية ( لغة القرآن ) , لا يعلمها سوى الله ، الذي نبهنا عليها بقوله : " لعلكم تعقلون "  ،  " انا انزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعلقون " .

 

اخي جمال : و انت كأي مسلم  ، فانت تعرف ان الصلاة هي عماد الدين ، و انها فرض عليك و علي كل مسلم ، فهذا الوقوف اليومي الذي نعمل في الصلاة ، و نقرأ فيه سورة الفاتحة ، لا نقرأها بالتركية ، و لا بالفارسية و لا بالإنجليزية ،  و لا البرتقالية ، انما لا بد ان نقرأ " الفاتحة " باللغة العربية ، و الا فان صلاتنا غير صحيحة  , و هذا معروف عند مسلمي الصين ، و مسلمي آمريكا، و مسلمي افريقيا ، و مسلمي الجزيرة العربية ، و كل مسلمي العالم.

 

فلا تجعل أخي ، من اللغة العربية حساسية ، فالمسألة ليست مسألة لغات ، و سياسات  و احزاب و انتخابات ،  و قوميات  , أتراك ، عرب ، افغان ،  امريكان ، سودان ، انجليز ، طليان ...  

المسألة أجل من ذلك و أعظم ، مسألة خير أمة ، اخرجت للناس ( أمة الاسلام ) ، أمة محمد صلي الله عليه و سلم ، أمة الفرسان الذين دوخوا العالم ، وأوصلوا رسالة الاسلام علي ظهور الخيل لأقصي البقاع ، أمة القعقاع بن عمرو ( لا يهزم جيش فيه القعقاع ) ، امة صلاح الدين الايوبي ، امة محمد الفاتح ، امة عثمان بن ارطغرل ،  الذي قهر أوروبا ، و أسس الامبراطورية الاسلامية التي حكمت العالم لمدة ٦٠٠ عام .

 

واخيرا اخي جمال ، هل تعلم ان الامم المتحدة  تتجه لتعتمد عبارة : السلام عليكم ، ليفتتح بها أي متدخل اثناء جلساتها , خطابه ، وهل تعرف ما هو السبب في ذلك ؟ السبب هو أنها العبارة الوحيدة  التي تجسد السلام و احلال السلام الذي تسعي او يفترض ان تسعي اليه منظمة الامم المتحدة.  

 

 

 

·         البشير ولد بيا سليمان /   انواكشوط - موريتانيا