يصل الرئيس السنغالي ماكي صال موريتانيا، وهو معزز بدعم معنوي فرنسي، ومسلح برسالة استراتيجية أمريكية، فماذا سيغنم الرجل؟ وما هي مكاسب نواكشوط من هذه الزيارة، التي حظيت بمواكبة مختلفة عن نظيراتها، لدى الإعلام الرسمي والصحافة المقربة من دوائر السلطة؟
ليس من مصلحة بلد يعرف احتجاجات جهوية تاريخية، وأزمة فقر باتت ترمي بالعشرات إلى القبور تدافعا على لتر من الزيت، واحتقانا سياسيا معقدا، أن يعمل على توسيع دائرة التأزيم بالتعنت على رفض حل مشكل تـُهَدّدُ ديمومتُه المصالح الاستراتيجية للمنطقة بأسرها وللشركاء الدوليين.
من المعلوم أن المعارضة السياسية -بشكل عام- حلقة هامة في جسم الدولة؛ لما يفترض في وجودها من التعاون الإيجابي و الدفع بالمؤسسات العاملة إلى الجودة الخدمية، والمضي قدما نحو التحسن وتجاوز الأخطاء، و التركيز على حصول التأثير و الفاعلية الإيجابية.
تواجه ظاهرة الاغتصاب المشين في هذا المنعطف الحاسم من تاريخ الإنسانية حربا شعواء أخذت تطيح بالرؤوس تلو الرؤوس، و تهز العروش على إثر العروش، و تسقط الأقنعة الزائفة، و تُطلق للألسن المعقودة حرية النطق و الأفواه المكممة حرية الصراخ، و للكرامات المهدورة حق توجيه أصابع الاتهام و المواجهة بالأدلة و البراهين و الشواهد جميعَ المغتصبين، المتدثرين بدثار النفوذ و زائف التدين و المحتمين وراء حصون المال و قلاع النفوذ، و جرهم بالنواصي و الأقدام أمام المحاكم و كشف
راقبنا عبر وسائل الاعلام الماجورة في الأيام الماضية مسرحية من مسرحيات بيرام التي عود عليها مجتمع من البلهاء و سليمي الصدور . تمثلت هذه المسرحية في ما سمي مؤتمر المتوفاة إيرا . اطلق على الموتمر اسم الأرملة العجوز التي يعرفها الجميع و يحترمها ( هلي صال) و كان ذلك من اجل لفت انتباه قوم اخذوا موقفا و ندموا على مساندة شخص ظهر انه لا يهتم الا لتأثيث بيته و ترفيه أسرته
تميز عرض السيد: الوزير الأول لبرنامج الحكومة أمام نواب الجمعية الوطنية بالوضوح والواقعية وحضور الأرقام في ماتعلق بالوقائع والأخبار، و ابتعد عن الأسلوب الإنشائي إلا في ما اقتضى ذلك من تنسيق للأفكار وصياغتها في سياق الرؤى والطرح المرتبط بالآفاق المستقبلية.
كان الوزير الأول رزين الهيئة رصين الأسلوب دقيق الملاحظات وقفي الجواب شامل الإجابة؛
من النادر في هذه المرحلة، المطبوعة بركود العطاء الفكري و الثقافي، أن تقع عينٌ مستقصية على مقال متماسك يحمل هم الهوية و اللغة و يطرح بعلمية رصينة و في قالب الإيجاز الممتع إشكال الوطن، بقلم مثقف بـ"المعرفة" المحيطة و "الشهادة" العالية و قوة "بناء" و "نضج" محتوى العطاء المرجعي و جزالة لغة التوصيل و الإبلاغ.
ما الفائدة، يا ترى، من معاودتنا للكتابة قي كل مرة عن ذات المواضيع ، التي ، برغم أهميتها البالغة، لا تجد أدنى إصغاء من لدن حكام البلد الذين ترجع إليهم المسؤولية الأولى في أخذها بين الاعتبار و البحث عن إيجاد حلول لها ، أو العمل على تخفيف آثارها ، أو الحد من اتساع نطاقها لصالح المواطنين ، الذين يصرخون منها بالليل و النهار، و ينادون هل من مغيث !
يحتاج المدونون والباحثون في الشأن العام في أغلب دول العالم، إلى عقول ذكية لدراسة مستقبل كل من البشرية ، والكوكب الأرضي الذي نسكنه،و تأثيرات انهيار النظام العالمي المترهل الذي حكم منذ مائة سنة عالم ما بعد الحرب العالميتين الأولى1914-1918 والثانية1939-1945
عالم يختفي فيه بشكل مذهل تأثير مدارس وقيادات الفلسفات العقلانية، والأفكار الديمقراطية، وشعارات الثورات الصناعية والتحررية، وقيم الأديان ،
على الرغم من المجهود الكبير و الجديد الذي تضطلع به نقابة الصحفيين الموريتانيين في سبيل ترقية حقل الصحافة لانتشاله من براثن السوقية المستشرية في أوصاله و الضياع المتربص، يَصْدِمُ الإعلامُ الموريتاني مرة أخرى و في حضور رئيس الاتحاد الدولي للصحافيين في نواكشوط بِضبابية الرؤية و غياب المأسسة و تدني المهنية بجملة ما شَفّ عنه - رغم الخطابة النسبية - من: