من سخرية القدر أن تنظم نقابة الصحفيين الموريتانيين مؤتمرا "دوليا" حول الحرية الإعلامية في موريتانيا والعالم، ومن سخريته أيضا أن تضع رابطة الصحفيين برنامجا شاملا لتأسيس رابطة دولية للصحفيين في الدول الإسلامية، يُجهد القائمون عليها اليوم أنفسهم في البحث لها عن تمويل في الرياض، والقاهرة وأبوظبي والكويت...
الثوب الأسود
مما يثير عجب الغير أن الموريتانيين يرتدون السواد في الظروف الاجتماعية التي يفترض أنها للسرور، وكأن الأمر من اختراعهم دون سلف.
إنها عادة – يا سادتي- متوارثة منذ قرون.. ففي الأندلس كان السواد زي السرور باعتبار البياض لون الحزن (الكفن) وفي ذلك يقول الحصري القيرواني (ت 488هـ/ 1095م):
ألا يا أهل أندلس فطنتم ** لأمر من ذكائكمُ عجيب
لبستم في مآتمكم بياضا ** وجئتم منه في زي غريب
الي الذين يحلمون بنقابة أو رابطة للدفاع عن حقوق منتسبي الحقل الصحفي؛ أقول لهم لقد تبخر هذا الحلم وظهرت هذه الهيئات علي حقيقتها؛ بعد صمتها المخجل والمخزي في حادثة سجن مدير موقع السبق الاخباري الصحفي سيد ولد عبيد؛ الذي سجنته قوي ظلامية في النظام؛ من بين اصحاب العقد الاجتماعية في الحكومة: وزيرا العدل ابراهيم...
مسكينة أنت -أمتنا- مكلومةُ المشاعر، نازفة الجراحات، ثكلى الفلذات، كل الأمهات يخلِّدن “عيد الأم” إلا أنت !
لا ورود -أماه- نقدمها هدية عيد لك، فالبساتين و الحدائق تحولت إلى ثكنات و نحن أصبحنا رماةً و كماةً في الميدان و على طول الجبهات الداخلية الساخنة، في ألوية القتل و التدمير و كتائب التصفية على الهوية لا عاطفة عندنا -أماه – دافئة، لا حناناً لا لطفا لا عطفاً و لا وقتاً !
في عمق كل بلدان الجوار و على غرار دول العالم المستنير يَنبضُ قلب "الثقافة" بدقات معارض الكتب و أماسي الفلكلور المصفى من وعثاء الزمن الحالك؛ دقات قلب تكشف عن انتظامها و حيويتها في محابر ألوان و خيوط ريشة و فرشاة الفنون الجميلة لتتراقص حية على أضواء جدران معارض التشكيلي و في مساحات المنحوتات و قاعات العروض السينمائية و فوق خشبة المسارح الناطقة باحترام العقل و الذائقة البشرية الرقيقة المتمدنة والمميزين للإنسان السوي عن بقية الكائنات، و هي بذاك النبض ا
أثناء الدورة البرلمانية الاستثنائية الأخيرة والتي اختتمت أعمالها بالأمس بعد أن صادق البرلمان على مشروعين قانونيين يتعلق أحدهما بالإرهاب والآخر بالفساد أعرب وزيرا العدل والاقتصاد والمالية عن رغبتهما في أن تمدد مأموريات رئيس الجمهورية وأصر الوزيران على رأيهما رغم مطالبة ممثلي المعارضة داخل البرلمان الموريتاني للوزيرين بسحب كلامهما.
في الشخصية والمجتمع الموريتانيين جوانب لا تخلو من غموض طالما راودتني فكرة الكتابة عنها فأرجأتها إلى أن أجد الوقت الذي لا أجده، أو أجده وأنساها، وها قد طرقتها، والله أعلم هل سآتي على ما أريد منها.
أخي ابراهيم، لك مني التحية وافرة والود خالصا.. ولي عليك أن تبلغ موفور التحية وخالص الود لصديقنا بيرام..علمت بمقالك، ووجدت دانق وقت قرأته خلاله على عجل، ليس لأنه لا يستحق التمعن (فأنت كنت وستبقى مقروءا لبُـعدك الفلسفي وعمقك النضالي وصراحتك النادرة)، لكن فقط لأنني منشغل في ترتيب سفر لن أجد نفسا طويلا للكتابة إلا بعده. رغم ذلك سأمر، مرّ اللئام مثلي (وأنا من تخلى عن المطحونين!)، على بعض مآخذك، في انتظار فسحة أوسع وفرصة أسنح.