
أكد رئيس الجمهورية، امحمد ولد الشيخ الغزواني، تضامن الجمهورية الإسلامية الموريتانية، المطلق مع دولة قطر الشقيقة، معتبرا المساس بأمنها مساسا بالأمن القومي العربي والإسلامي، وأن التعرض لسيادتها يمثل استفزازا خطيرا لا يمكن القبول به أو التغاضي عنه.
وأكد في كلمته أمام القمة العربية الإسلامية اليوم في الدوحة أن أي مقاربة للاستقرار المستدام؛ لايمكنها أن تتجاهل القضية الفلسطينية باعتبارها أساس أي سلام عادل ودائم.
ودعا رئيس الجمهورية، في كلمته إلى توحيد الصف العربي والإسلامي، من أجل حماية مصالح الأمة وكرامتها والحيلولة دون محاولات تقويض أمنها واستقرارها.
وفيما يلي نص كلمة رئيس الجمهورية:
“بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه.
صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني،
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،
معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية،
معالي الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي،
أصحاب المعالي والسعادة،
السيدات والسادة،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نجتمع اليوم في مرحلة محورية من تاريخ أمتنا تتقاطع فيها المتغيرات المؤثرة على أمن دولنا العربية والإسلامية واستقرارها في بيئة إقليمية ودولية معقدة تتطلب منا أعلى درجات الوعي الاستراتيجي والتنسيق المشترك لما يمكّننا من التعامل مع استحقاقات الحاضر وضمان التوازنات المستقبلية.
وليس العدوان الإسرائيلي على العاصمة القطرية الدوحة حادثا عرضيا أو واقعة عابرة في هذه الظروف والسياقات، بل هو حلقة جديدة تندرج في سلسلة ممتدة من السياسات العدوانية التي دأب الاحتلال الإسرائيلي على انتهاجها وعمد من خلالها إلى انتهاك سيادة الدول وتقويض كل جهد صادق يرمي إلى إرساء التهدئة وتحقيق السلام العادل.
وإن الجمهورية الإسلامية الموريتانية، إذ تدين بأشد العبارات هذا الانتهاك الصارخ لسيادة دولة قطر الشقيقة، فإنها تؤكد تضامنها المطلق معها، وتعتبر أن المساس بأمن قطر مساس بالأمن القومي العربي والإسلامي، وأن التعرض لسيادتها يمثل استفزازا خطيرا لا يمكن القبول به أو التغاضي عنه.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو والمعالي،
إن العدوان على دولة قطر يمثل تصعيدا خطيرا ودليلا قاطعا على غياب الإرادة السياسية للسلام لدى الاحتلال، ويكشف إصراره المستمر على المضي في نهج العدوان والإبادة، وهو مسار لا يؤدي إلا إلى تهديد مباشر للسلم والأمن الإقليمي والدولي، وتقويض أسس الاستقرار وإخلال بالمرجعيات الدولية التي تقوم عليها منظومة الأمن الجماعي.
ندرك معاً ما يجري في المنطقة من ديناميكيات غير تقليدية متزايدة، وهي معطيات تضع دولنا أمام عبء استراتيجي بالغ، يستدعي تعزيز الأواصر المشتركة وقيم التضامن للحفاظ على أمننا الجماعي واستقرارنا الإقليمي.
وإن طبيعة هذه المرحلة تحتم الانتقال من ردود فعل فردية إلى موقف موحد ومتماسك قادر على التأثير في مسار الأحداث.
وهكذا فإن الرسالة التي ينبغي إيصالها بجلاء هي أن سياسة الانتهاك والتصعيد لن تواجه بالصمت، وإنما بموقف مشترك جاد يستند إلى الآليات الدولية ذات الصلة بما يحمي سيادة الدول ويصون كرامة الشعوب ويعيد الاعتبار للقانون الدولي كركيزة أساسية للسلم والأمن الدوليين.
وفي هذا الصدد يصبح دور المجتمع الدولي ومنظوماته وفي طليعتها مجلس الأمن ضرورة لا خيارا، إذ تقع عليه مسؤولية مباشرة في ضمان احترام قواعد المنظومة الدولية، كما أن أي مقاربة شاملة للاستقرار المستدام لا يمكن أن تتجاهل القضية الفلسطينية باعتبارها جوهر الصراع ومفتاح التوازن في المنطقة وأساس أي سلام عادل ودائم.
وفي الختام فإن الجمهورية الإسلامية الموريتانية، تجدد دعوتها إلى توحيد الصف العربي والإسلامي، من أجل حماية مصالح الأمة وكرامتها والحيلولة دون محاولات تقويض أمنها واستقرارها،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.