ولد الغزوانى : نتطلع إلى تعزيز التعاون مع جمهورية الصين فى عديد الفرص الاستثمارية الواعدة

سبت, 07/19/2025 - 19:20

أكد رئيس الجمهورية، محمد ولد الشيخ الغزواني، أن العلاقات التي تجمع موريتانيا بجمهورية الصين الشعبية، والتي تمتد لأزيد من ستة عقود، هي علاقات راسخة وقوية تقوم على التعاون والاحترام التام والتبادل لصالح الطرفين، بالإضافة إلى التنسيق الكبير حد التطابق أحيانا حول القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك.

وأضاف في مقابلة مع كبريات وسائل الإعلام الصينية، بمناسبة الذكرى الستين للعلاقات الموريتانية – الصينية، أن متانة هذه العلاقات ساهمت في تنوع وتعدد مجالات الشراكة والتعاون بين البلدين التي شملت كافة المجالات مثل البنى التحتية والصيد والصحة والتعليم والطاقة والصناعة، والنقل والتكنولوجيا الرقمية وغيرها، مشيرا إلى أن البلدين يسعيان دائما إلى مواصلة تعزيز هذه العلاقات بما يخدم تطلعات الشعبين الصديقين.

وقال رئيس الجمهورية إنه منذ وصوله للسلطة سنة 2019، شهد التعاون بين موريتانيا والصين تطورًا ملحوظًا في عدة مجالات، معزّزًا بشراكات استراتيجية ومبادرات تنموية متجددة يعول من خلالها على تطوير وتنويع الاقتصاد الوطني، مذكرا على سبيل المثال، وفي إطار تمويل التنمية، بتوقيع البلدين خلال شهر أبريل 2025، على اتفاق تعاون اقتصادي وفني بقيمة 200 مليون يوان صيني (حوالي 1.1 مليار أوقية جديدة) مخصصة لتمويل مشاريع تنموية.

وأوضح أن جمهورية الصين الشعبية، تشكل الشريك التجاري الأول للجمهورية الإسلامية الموريتانية، مشيرا إلى أن موريتانيا تتطلع إلى تعزيز هذه الشراكة بجلب الاستثمارات الصينية عبر عديد الفرص الاستثمارية الواعدة في مجالات المعادن والطاقات النظيفة والبنى التحتية وكذا من خلال التحفيزات الضريبية والموقع الاستراتيجي الهام لبلادنا.

ونبه إلى أن التبادل التجاري عرف – ترجمة للشراكة التجارية الاستراتيجية بين البلدين- ديناميكية متصاعدة حيث بلغ حجمه في عام 2024 نحو 2.41 مليار دولار أمريكي، بزيادة قدرها 7.59% مقارنة بعام 2023، مما مكن ميزان المدفوعات بموريتانيا من تحقيق فائضً تجاري بلغ 330 مليون دولار، مسجلا بذلك توازنا نسبيا في الشراكة الاقتصادية ساهم فيه بشكل كبير استحواذ الصين على نحو 70% من صادرات خام الحديد الموريتاني.

وقال رئيس الجمهورية في المقابلة إن موريتانيا بفضل موقعها الاستراتيجي وما تزخر به من ثروات وإمكانات، وبحكم علاقاتها الوطيدة بجمهورية الصين الشعبية، ظلت ولا تزال تدعم بقوة مبادرة “الحزام والطريق” التي تعد إحدى المبادرات الرائدة والطموحة التي أطلقتها الصين خلال السنوات الأخيرة، والتي تهدف لتوسيع وتنويع علاقات الصين الاقتصادية مع مختلف دول العالم، وكذلك تعزيز الشراكة، والتبادل التجاري وخلق الفرص الاستثمارية الواعدة.

وأضاف أن التعاون بين موريتانيا والصين لا يقتصر على المجال التجاري بل يتجاوز ذلك ليشمل مجالات تنموية حيوية مثل البنية التحتية بمشاركة نشطة للشركات الصينية في مشاريع بنية تحتية كبرى كجسر روصو الذي يربط بين موريتانيا والسينغال، وجسر الصداقة، ومشاريع طرقية عدة، ومينائي تانيت وانجاكو، والطاقة، والزراعة حيث أن الصين بإسهامها في تطوير زراعة الأرز في موريتانيا، تساهم في تعزيز الأمن الغذائي بشكل مباشر في موريتانيا، وهو ما يدعم أهداف الصين في مبادرة الحزام والطريق، منبها إلى أن من ضمن هذه المجالات قطاع الصيد من خلال وجود عدة مصانع صينية تساهم في تثمين المنتجات البحرية وخلق فرص عمل محلية، كما يشمل التعاون مجال التقنيات الرقمية حيث توجد شركات صينية تساهم في تحديث شبكات الهاتف المحمول والإنترنت في موريتانيا.

وأوضح رئيس الجمهورية في المقابلة أن موريتانيا تعمل على تحقيق تحول طاقوي شامل ومستديم، يضمن الانتقال السلس من استخدام الطاقات الأحفورية إلى استخدام الطاقات المتجددة، مشيرا إلى أن بلادنا التي تزخر بالطاقة الشمسية والرياح والهيدروجين الأخضر تشجع الاستثمار في هذه الطاقات المتجددة وتدعم بشدة جلب استثمارات وخلق شراكات صينية ــ موريتانية ستمكن من نقل التكنولوجيا الصينية المتطورة في هذا المجال وستجعل موريتانيا في صدارة التحول الطاقوي على المستوى القاري.

وقال إنه يولي عناية بالغة لصورة موريتانيا على المستوى الخارجي، مما جعله يحرص على اعتماد دبلوماسية نشطة ومتوازنة، تتبنى قواعد الاحترام المتبادل وحسن الجوار وتساهم بفعالية في تعزيز التعاون المثمر والبناء، وتدعم نشر الأمن والسلم والاستقرار، إقليميا وقاريا ودوليا.

وتطرق رئيس الجمهورية في المقابلة للعلاقات الصينية – الإفريقية، والأدوار التي تقوم بها الصين لتعزيز التنمية الاقتصادية في الدول الإفريقية، مشيرا إلى أن الشراكة الموريتانية – الصينية ليست بمعزل عن الإطار الأوسع للتعاون الصيني – الإفريقي، الذي يعتبر اليوم نموذجا رائدا للتعاون جنوب – جنوب، تجسده روح التكامل والانفتاح، وتعززه آليات فعالة على رأسها منتدى التعاون الصيني – الإفريقي الذي أثبت منذ إنشائه سنة 2000 قدرته على الدفع بالتنمية المشتركة وبناء مستقبل قائم على المصالح المتبادلة.

وأشار إلى أن حجم التبادل التجاري بين الصين والقارة الإفريقية سنة 2024 بلغ حوالي 295.6 مليار دولار أمريكي، بزيادة قدرها 4.8% مقارنة بالسنة السابقة، مذكرا بتعهد جمهورية الصين الشعبية بتقديم تمويلات واستثمارات جديدة لإفريقيا تقدر بـأكثر من 360 مليار يوان صيني وهو ما يعادل نحو 51 مليار دولار أمريكي خلال السنوات الثلاث المقبلة.

وذكر أنه لمس عن قرب خلال لقاءاته مع فخامة الرئيس شي جين بينغ، مدى التزامه الصادق وسعيه الدؤوب إلى تعزيز الشراكة مع دول القارة الإفريقية عموما، ومع موريتانيا بشكل خاص، وإصراره القوي على استعداد الصين الدائم للانخراط في مساعدة الدول الأقل نموا وخاصة في إفريقيا بما يسمح لها بتجاوز التحديات التنموية التي تواجهها مع الحفاظ على علاقات تطبعها الشفافية والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.

وقال رئيس الجمهورية إن موريتانيا، تولي أهمية قصوى لترقية العلاقات الصينية ــ العربية وهي تعمل بجهد للمساهمة في بناء شراكة استراتيجية راسخة تعزز التعاون الاقتصادي والاستفادة من التطور التكنولوجي الصيني وتحقق تطلعات الطرفين، مشيرا إلى أن العلاقات الصينية ــ العربية ظلت تنمو وتتعزز بحكم ما ترتكز عليه من أساسات صلبة بفضل حرص الجانبين على إرساء تعاون شامل مثمر وبناء، يضمن تعزيز المصالح المشتركة من خلال تكثيف وتنويع التبادلات التجارية بين الطرفين.