“نيوزويك” تفضح نفاق سياسة خارجية الإمارات

ثلاثاء, 08/01/2017 - 18:27

علقت مجلة “نيوزويك” على رؤية دولة الإمارات العربية المزدوجة من منافستها قطر التي تقود حملة لتشويهها، وتعاونت مع السعودية والبحرين ومصر على حصار الدولة الصغيرة دخل شهره الثالث. وتتهم دول الحصار قطر بتمويل الإرهاب والجماعات المتطرفة ودعم حركة طالبان والإخوان المسلمين وحركة حماس. وكما يقول المثل “إن كان بيتك من زجاج فلا ترجم الآخرين بالحجارة”، فالإمارات التي تتهم قطر بفتح ممثلية لحركة طالبان وغضبت لرعايتها المفاوضات بينها والحكومة الأفغانية كانت غاضبة لأنها أرادت نفسها الاضطلاع بمهمة فتح السفارة. وتشير نيوزويك لرسالة الكترونية تكشف عن محاولة الإماراتيين الضغط عبر الأمريكيين لفتح السفارة بدلا من قطر. وتقوم مجموعة مجهولة تطلق على نفسها “غلوبال ليكس″ بنشر رسائل الكترونية لمسؤولين في الحكومة الإماراتية، خاصة سفير الإمارات في واشنطن يوسف العتيبة في محاولة للتقليل من مصداقية الإمارات في الأزمة المستمرة. وتعود الرسالة الالكترونية المسربة إلى 12  سبتمبر/أيلول 2011  ونشرتها صحيفة “نيويورك تايمز″ وتكشف أن محمد محمود الخاجة مدير مكتب وزير الخارجية الإماراتي أرسل لجيفري فيلتمان، مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى في حينه علق فيه على مقال بصحيفة “التايمز″ اللندنية “يذكر دعم الولايات المتحدة فتح مكتب لطالبان في الدوحة”. مضيفا “إن (وزير الخارجية الشيخ عبدالله بن زايد) كان لديه انطباع أن أبو ظبي هي الاختيار الأول”. وقال خاجة إن مبعوث الأمم المتحدة في أفغانستان، ستيفان دي ميستورا أخبر الإمارات أن أبو ظبي هي الخيار الأول كي تستقبل السفارة. وكان فيلتمان قد أرسل رسالة قال فيها إن مارك غروسمان، الممثل الأمريكي الخاص في أفغانستان والباكستان قد “التقى اليوم بيوسف العتيبة وأفهم أن هذا الموضوع طرح وقال مارك إنه شرح ليوسف” الأمر. ويظهر من رسالة فيلتمان التنافس بين الإمارات وقطر بشأن سفارة طالبان. وكانت إدارة باراك أوباما قد اتخذت في وقت تبادل الرسائل الالكترونية قرارا بتأمين اتفاق سلام أو البدء به بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان. وتزامنت الخطط مع عملية سحب القوات التابعة للناتو من أفغانستان الذي تم بحلول عام 2014 من دون أن يتحقق السلام. ورفضت وزارة الخارجية التعليق على وثائق مسربة فيما قالت الجهة التي سربت الوثائق إن “البريد الالكتروني هذا هو أكبر دليل على النفاق في أزمة قطر”. وتعلق “نيوزويك” أن التنافس حول السفارة هو جزء من حرب بين دولة قطر والتحالف الذي تقوده السعودية وقام بقطع العلاقات الدبلوماسية وفرض حصار على الدولة التي تعتبر الأولى في مجال تصدير الغاز المسال. وبدأت الأزمة باختراق موقع وكالة الأنباء القطرية، ونشر مواد منسوبة لأمير قطر حول علاقة بلاده مع إيران وحركة حماس وهي أمور لم يقلها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. ورغم نفي قطر الأخبار وتأكيدها أن الموقع تعرض للقرصنة إلا أن الوسائل الإعلامية السعودية والإماراتية واصلت حملتها الإعلامية ونشر الأخبار الكاذبة. وفي تغريدة كتبها في 17 يوليو/تموز (يوليو)  نفى السفير العتيبة ما ورد في تقرير لصحيفة “واشنطن بوست” من أن بلاده هي التي تقف وراء عملية القرصنة على وكالة الأنباء القطرية.  وشجب علاقة الدوحة مع طالبان التي قال إنها تشن حرب تمرد ضد الحكومة الأفغانية: “ما هو صحيح هو سلوك قطر، تمويل ودعم ومساعدة المتطرفين من طالبان إلى حماس والقذافي”. ودافعت الحكومة القطرية الشهر الماضي عبر قناة الجزيرة عن استضافتها وفد طالبان وأنه من أجل تسهيل عملية الحوار بين الأطراف الأفغانية المتنازعة. وبالسياق نفسه دعم حركة حماس من اجل المساهمة في جهود المصالحة الفلسطينية.

 

وماذا فعل العتيبة بالإجابات التي يملكها؟

 

 وتعلق “نيوزويك” أن مكتب طالبان أيا كان مكانه في الدوحة أم أبو ظبي لم يفض إلى جهود سلمية. واغلق المكتب أبوابه بعد شهر من افتتاحه في حزيران (يونيو) 2013 بعد رفع الوفد علم الإمارة الإسلامية لأفغانستان بشكل أغضب الحكومة في كابول. وتعلق المجلة أن أبو ظبي كانت تريد استضافة طالبان تقوم الآن بانتقاد قطر لاستقبالها الحركة. وفي الأسبوع الماضي واصل العتيبة حملته على قطر وعلاقتها مع طالبان في مقابلة مع “تشارلي روز شو”؛ حيث قال: “ليس مصادفة أن تكون قيادة حماس في الدوحة وأن تكون هناك سفارة لطالبان”، “لماذا فعلوا هذا؟ لا نملك جوابا”.

 

“دعهم يفعلون وسترتد عليهم” قالها العتيبة في حق قطر فارتدت عليه!

 

وفي تفاصيل تقرير صحيفة “نيويورك تايمز″ فإن العتيبة “تلقى مكالمة غاضبة” من وزير الخارجية في ذلك الوقت اشتكى فيها من أن سفارة طالبان انتهت في قطر وليس في الإمارات. وعلقت الصحيفة أن التسريب الأخير هو طلقة جديدة في المواجهة بين دول الخليج. مضيفة أن الإمارات وقطر في منافسة شديدة منذ سنوات رغم التحالف الظاهر بينهما. وفي الأزمة الأخيرة تبادل الطرفان اتهامات بالتدخل في الشؤون الداخلية للآخر والقيام بعمليات قرصنة إلكترونية. وبالإضافة للرسالة الالكترونية التي تم تبادلها في 12 أيلول (سبتمبر) هناك أخرى تعود إلى 28 كانون الثاني (يناير) 2012؛ حيث كتب العتيبة نفسه إلى مسؤول أمريكي تحدث فيه عن شكوى وزير الخارجية مستخدما الرموز الأولى من اسم “ألف باء زاي” وجاء فيها “لقد تلقيت مكالمة غاضبة من ألف باء زاي اشتكى فيها عن السبب الذي لم يتم فيه إبلاغنا”، وكتب مشيرا للقطريين “يريد هؤلاء الناس التدخل في كل شيء “،” دعهم يفعلون وسترتد عليهم…”. وقالت الصحيفة إن ثلاثة مسؤولين أمريكيين سابقين أكدوا هذا الأسبوع أن الإمارات حاولت استقبال طالبان وفتح سفارة لها في أبو ظبي. وأشارت الصحيفة إلى أن فتح ممثلية لطالبان كان جزءا من محاولات أمريكية للمصالحة بين المتصارعين الأفغان وبموافقة أمريكية. وكان استقبالها لحركة حماس بموافقة واشنطن أيضا. وقال المسؤولون الأمريكيون السابقون إن كلا من قطر والإمارات حاولتا توسيع دورهما كلاعبين في الشؤون الدولية ولهذا حاولت كل منهما حرمان الأخرى من فرصة استضافة جهود السلام. ومع تواصل الحرب الدبلوماسية وحرب التسريبات بين الطرفين تأثرت عملية التغطية الإعلامية للأزمة، وبدا هذا واضحا في كم البرامج الساخرة من التعليقات التي أطلقها ويطلقها مقدمو البرامج الحوارية أو على مواقع التواصل الاجتماعي. وظهرت الأزمة بوضوح في طريقة تناول رسامي الكاريكاتور للأزمة.

 

 

نقلا عن صحيفة القدس العربي