تأمّلات وخواطر حول الأزمة القطرية وتداعياتها

اثنين, 06/12/2017 - 22:52
إسلمو ولد سيدي أحمد   كاتب وخبير لغوي وباحث في مجال الدراسات المعجمية والمصطلحية

نتحدث في هذه الخواطر عن تداعيات هذه الأزمة على الوحدة العربية، و مواقف مؤسسات العمل العربي المشترك منها، و البيانات الصادرة عن بعض الحكومات العربية، و تناول بعض وسائل الإعلام العربية لها بما فيها وسائل التواصل الاجتماعي.

التداعيات:

 مزيد من الانشقاق و التمزق في الصف العربي، الأمر الذي يصب في مصلحة أعداء العرب.

مواقف مؤسسات العمل العربي المشترك:

 يبدو أن هذه المؤسسات اختارت الصمت!...لا صوت للأمانة العامة لجامعة الدول العربية، و لا للأمانة العامة لمجلس دول التعاون الخليجية، و لا للأمانة العامة لاتحاد المغربي العربي...

للتذكير، فإن جامعة الدول العربية تضم جميع الدول العربية. و اتحاد دول الخليج العربية يضم: الإمارات، البحرين، السعودية، سلطنة عُمان، قطر، والكويت. و اتحاد المغرب العربي يضم: تونس، الجزائر، ليبيا، المغرب، موريتانيا.

و كان من المفروض- بصفة خاصة –أن يكون للجامعة العربية موقف من هذه الأزمة الخطيرة.وبذلك نعرف وجهة نظر العرب في هذه النازلة، من مشرقهم إلى مغربهم.

البيانات الصادرة عن بعض الحكومات العربية:

اتسم مضمون هذه البيانات بالتباين، بعضها حَذا حذوَ الدول الأولى التي قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، و بعضها خفض مستوى التمثيل الدبلوماسي، و بعضها فضل الحياد الإيجابي، حرصًا على وحدة الصف العربي.

تناول بعض وسائل الإعلام العربية للموضوع:

ركزت بعض الوسائل الإعلامية – للأسف الشديد – على شحن العواطف و النبش في الماضي و نَكْء الجراح من أجل التحريض و الحث على المزيد من الشحناء و البغضاء بين الأشقاء العرب...

وإنه لممّا يحز في النفس أن بعض وسائل الإعلام العربية تجدها تصب جام غضبها على مواطني دولة عربية معينة لأن موقف حكومة هذه الدولة لم يكن في صف الدولة/ أو الدول التي تدافع عنها وسيلة الإعلام هذه.

إنّ إعلاما من هذا النوع لا يعول عليه في مجال تنوير الرأي العام العربي و توجيه القرار السياسي لما فيه المصلحة العامة للوطن و المواطن.

نشير في هذا المجال إلى أن لكل حكومة عربية الحق في اتخاذ القرار الذي ترى أنه يخدم مصلحتها و مصالح حلفائها السياسيين. غير أن ذلك لا يبرر – بحال من الأحوال- الهجوم على مواطني هذا البلد و نعتهم بالجهل و التخلف و الفقر و نحو ذلك.

كما أنه من حق المواطن العربي – في إطار حرية التعبير – أن يُعرب عن تحفظه على موقف دولته من قضية معينة، بشرط الالتزام بالآداب العامة المتعارف عليها في هذا المجال...فالتخوين والشتم و السب و التجريح و التشنج في التعبير عن الرأي دليلُ ضعف، و ليس دليلَ قوة كما يعتقد بعض الناس.

و مهما يكن من أمر، فلابد من التذكيربأن قوتنا تكمن في وحدتنا، و أن ما يجمعنا أكثر مما يفرقنا.

 مع ملاحظة أن الخلافات السياسية العربية تصب – أولا و أخيرا – في مصلحة أعداء العرب كما أسلفنا، و الحروب المدمرة المشتعلة في العالم العربي، القاتل فيها عربي (في الغالب الأعم) و المقتول عربي و المال مال عربي... والحرب أولها كلام.

بمعنى أن هذه الخلافات و الحروب عبثية بكل المقاييس.  و من المفترض أن تكون تصرفات العقلاء منزهة عن العبث.

حفظ الله وطننا العربي الحبيب، من المحيط إلى الخليج.

 والله ولي التوفيق.